كيفية عمل جهاز المناعة في الجسم
يتكون جهاز المناعة من مجموعة خلايا وأنسجة وأعضاء تشبه الجيش، ويقوم كل منهم بوظائف محددة لمهاجمة أي عدو يقتحم الجسم، فكيف يعمل هذا الجهاز؟
حينما نتحدث عن جهاز المناعة، فإننا نقوم بوصف شبكة معقدة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تمنع مهاجمة الجراثيم مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفيروسات للجسم.
فإذا إستطاعت هذه الجراثيم أن تقتحم الجسم، تقوم هذه الشبكة بالتعامل معها ومهاجمتها قبل أن تتكاثر وتفرز سمومها.
وإن بدأت في التكاثر داخل جسم الإنسان، فإن جهاز المناعة يعمل بقوة حتى يخلص الجسم منها.
كيف تنتشر العدوى في الجسم؟
يمكن أن تأتي الجراثيم إلى الجسم من خلال الإتصال ولمس الجلد، وكذلك ممارسة العلاقة الحميمة، أو عن طريق العطس أو السعال.
كما أن إستخدام الأدوات الشخصية الخاصة بشخص اخر تؤدي إلى إنتقال الجراثيم إلى داخل الجسم.
ويمكن وصول الجراثيم للجسم عبر الطعام الملوث أو المياه الملوثة.
أيضاً يعتبر الدم وسيلة لنقل الجراثيم وكذلك لدغات الحشرات.
كيف يقوم الجهاز المناعي بمقاومة العدوى؟
يمكننا تصور أن الجهاز المناعي هو عبارة عن جيش يدافع عن موطنه من الغزاة، ويتم تحصين الجيش من خلال الجلد وطبقة القرنية في العين وبطانة المخاط الموجودة في الفم والرئتين والخلايا والأنسجة في الأمعاء.
ليس هذا فقط، بل أن الإفرازات والسوائل التي تخرج من الجسم تساعد في دفع الجراثيم للخارج كما أن الإنزيمات الموجودة فيها تقوم بقتل الجراثيم.
وتتمثل هذه الإفرازات والسوائل في العرق، دموع العين، المخاط في الأنف، وإفرازات المهبل.
ولذلك فإن أي ضرر بالجلد أو هذه الأنسجة وتلف الخلايا والخلل في الإفرازات والسوائل يعرض الجسم إلى هجوم الجراثيم وسهولة العدوى.
ما هي أهم مكونات الجهاز المناعي؟
يتكون الجهاز المناعي من العديد من الأجزاء التي تعمل كجيش متكامل الأركان لمقاومة الأعداء، ومن أهم مكوناته التي تقوم بالأدوار الأساسية في الجسم:
1- الخلايا الليمفاوية
تعتبر الخلايا الليمفاوية صاحبة المهمة الأصعب في الجهاز المناعي، وهي عبارة عن شبكة من الأنابيب الرفيعة الممتدة في جميع أنحاء الجسم وتحتوي على سائل.
ومن أهم وظائفها أنها تقوم بإلتقاط الخلايا الميتة والجراثيم، ثم يتم ترشيح هذا السائل للتخلص من العدوى.
2- نخاع العظام
كما أن نخاع العظام هو عبارة عن نسيج لين موجود داخل العظام، ويحتوي على خلايا جذعية تنضج وتتطور لتكون خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
وتتمثل وظيفة نخاع العظام في تكوين أجسام مناعية مع بقية مراكز المناعة لمحاربة العدوى والأمراض والجراثيم.
3- الخلايا البالعة
لها اسم اخر وهي الخلايا الأكولة، وهي عبارة عن خلايا تقوم بتناول الجسم الغريب أو الميكروب الذي يلتصق بالأجسام المضادة، ثم تقوم بإلتهام كافة الخلايا التي سقطت خلال معركة المقاومة بين الأجسام المضادة والميكروبات التي تهاجم الجسم لتنظفه.
4- الأجسام المناعية المضادة
في حالة غزو الميكروبات للجسم، هناك أجسم تعمل بمثابة قرون إستشعار تدرك هذا الغزو الميكروبي، لتبلغ بها الخلايا الليمفاوية لتحثها على إنتاج الأسلحة الدفاعية ضد هذه الميكروبات.
وتتألف هذه الأسلحة من بروتينات وظيفتها الأساسية هي مقاومة الميكروبات التي تسبب تلف أنسجة الجسم، وهذه البروتينات تسمى الأجسام المناعية المضادة.
كيف يميز الجهاز المناعي بين العدو والصديق؟
بعد الولادة لا يكون الجسم قد سبق وتعرض للبكتيريا الخارجية، ولذلك يجب القيام بإعطاء الأطفال التطعيمات واللقاحات التي تقي الجسم من العدوى، وخاصةً أن جهاز المناعة يكون ضعيف جداً لديهم.
ومع تقدم العمر، نبدأ في التعرض للملوثات الخارجية، ليعتاد الجهاز المناعي على مقاومتها والتعامل معها.
وهنا تأتي وظيفة أخرى للخلايا الليمفاوية التي تحدثنا عنها من قبل، حيث تحتفظ بقطع من البروتينات الصديقة للجسم، فتتذكرها فيما بعد وبالتالي تكون أي أجسام أخرى غريبة من الأعداء التي يجب مقاومتها.
ومن هنا يمكننا إدراك أهمية اللقاحات، فهي عبارة عن فيروس ضعيف أو ميت وغير مؤذي، ولكنه يعرف الجهاز المناعي على العدوى والبكتيريا الضارة، وفي حالة الإصابة بهذا الفيروس فيما بعد سوف يعرف الجهاز كيف يتعامل معه ويقضي عليه قبل إنتشاره.
وبنفس الطريقة، تستطيع الخلايا الليمفاوية في التعرف على الخلايا السرطانية في حالة وجود تغيرات في البروتينات الموجودة على سطح الخلايا.
كيفية التعرف على وجود مشكلة في الجهاز المناعي؟
عندما يستطيع الجهاز المناعي التمييز بين الخلايا السليمة والتالفة أو الخبيثة، فهذا يعني أنه يعمل بكفاءة، ولكن في حالة جهاز المناعة الضعيف، فإنه لن يستطيع أن يتعرف على الأعداء بسهولة، وبالتالي لن يقاومها أو يقضي عليها.
حينها سيصاب الجسم بالأمراض بين حين واخر، ويمكن أن ينتهي المطاف بالإصابة بالأمراض الكبيرة والخبيثة التي لا يسهل علاجها.
ولذلك فإن كثرة الإصابة بالأمراض مثل الأنفلونزا وغيرها هي مؤشر لوجود ضعف في الجهاز المناعي، ولابد من إستشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه.
وهناك مشكلة أخرى، وهي أن يكون جهاز المناعة مفرط في نشاطه، وأيضاً يؤدي هذا إلى نتيجة سلبية، حيث أنه يعتبر الخلايا الطبيعية من الأعداء ويبدأ في مقاومتها، مما يسبب الإصابة بأمراض أيضاً.
فمثلاً إذا قام الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا الجلدية يمكن أن يصاب الشخص بإلتهابات في الجلد، وإذا قاوم خلايا الأمعاء فيمكن أن يصاب بإلتهاب المعدة.
كيف يمكن تعزيز الجهاز المناعي بالجسم؟
تحتاج بعض الحالات إلى لقاحات وتدخل طبي في حالة ضعف المناعة بالجسم، ولكن هناك أمور أساسية للحفاظ على قيام الجهاز المناعي بوظائفه بشكل جيد، وتشمل:
تناول الغذاء المتكامل: والذي يتضمن الأغذية المتوازنة والهامة لصحة الجسم، مثل الحبوب والخضروات والفاكهة والبروتين. وفي المقابل عدم الإكثار من الأطعمة الضارة مثل الوجبات السريعة والدهون والمقليات والسكريات.
ممارسة الرياضة: أحد أهم الأمور للحفاظ على صحة الجسم وأجزاءه، وبالتالي تقل فرص الإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة.
النوم جيداً: وذلك لتجنب تعريض الجسم إلى الإرهاق وعدم قيام أعضاءه بالمهام والوظائف بصورة طبيعية.
تجنب السمنة: لأنها من العوامل التي تحدث خلل في وظائف الجسم وتؤثر على الصحة بالسلب.